عمليات اعتصاب وإجبار على ممارسة الجنس.. شهادات صادمة لعاملات في لبنان عن التحرش
أثارت دراسة أعدّتها مجموعة “Egna Legna”، بالشراكة مع معهد دراسات الهجرة في الجامعة و اللبنانية الأميركية. صدمة في الأوساط الحقوقية والاجتماعية في لبنان بعد عرضها تجارب. “صادمة” لحوادث تحرش تعرضت لهن عاملات المنازل في لبنان.
جدل التحرش الجنسي في لبنان
وتشرح الدكتورة جاسمين ليليان دياب، مديرة معهد دراسات الهجرة في الجامعة اللبنانية الأميركية. هذه الدراسة التي تحمل عنوان “الأبعاد الجندرية للعنف الجنسي ضد عاملات المنازل المهاجرات في لبنان ما بعد الأزمة”. وتقول إنها استغرقت حوالي السنة، وشملت 913 عاملة منزلية.
وتشير إلى أحد الحوادث الصادمة والمثيرة للجدل التي تعرضت لها ضحية من عاملات المنازل.
تقول الضحية التي تحرش بها صاحب المنزل الذي كانت تعمل فيه “ما إن انتهيتُ من الاستحمام وأردتُ أن أرتدي ملابسي، حتى فتح الباب ودخل”.
وتضيف “خلع سرواله، صرخت طالبة منه الخروج، ومع هذا كرر فعلته مرة ثانية حينها كنت أيضاً أستحم، دفعته بعيداً وغادرت”.
وأكدت عاملة أخرى أنها “تعرضت للاغتصاب والضرب من قبل رجل في منطقة برج حمود. إلى درجة أن حالتها استدعت الدخول إلى المستشفى، لخياطة جرحها بـ12 قطبة، ورغم أنها كنت تمتلك الدليل إلا أن عناصر الشرطة أطلعوها أنه لا يمكنهم فعل شيء لها.”
الأمر الذي حال دون توجهها إلى مركز الشرطة في المرة الثانية عندما تعرضت للضرب. ” كونهم إما سيضحكون عليها أو أنهم لن يفعلوا شيئا لها”، على حد تعبيرها.
وأفادت عاملة أخرى في سياق متصل أنها “كانت تتعرض للضرب والركل من رب العمل في حال رفضها ممارسة الجنس معه”.
وعن تجربتها القاسية أشارت إلى إنه “كان يحاول اغتصابي، يريد أن ينام معي طوال الوقت، وحين أستحم، كان يحاول الدخول إلى الحمام، وفي النهاية لم يدفع راتبي”.
انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بعاملات المنازل في لبنان
توزع جزء كبير من شهادات العاملات التي ذكرتها الدراسة، بين الاختطاف والاغتصاب واللمس غير اللائق والتعليقات الجنسية وممارسة سائقي سيارات الأجرة العادة السرية وإظهار أعضائهم التناسلية، وغيرها من الحوادث المماثلة.
إلى ذلك، فقد أشارت الدراسة إلى التنوع الموجود على مستوى المترحشين.
وتؤكد أن مرتكبي التحرش الجنسي يتنوعون بحسب الدراسة بين صاحب العمل (70 %). وصاحبة العمل (ما بين 25 إلى 30 %)، شخص يعيش في نفس المنزل أو قريب أو صديق صاحب العمل (40 %) . سائقو سيارات الأجرة (65 ) وعناصر أمنية (15 %)، وأيضا عناصر أمنية (15 %).
تجدر الإشارة إلى أن أغلب حوادث التحرش الجنسي. وفقا لذات الدراسة، كانت تحدث في غرفة العاملات الخاصة أو في غرف أخرى من المنزل، وفي كثير من الأحيان. تحصل في دورات المياه.
تكتسي هذه الشهادت الصادمة أهميتها، من جملة أمور أخرى، كونها المرة الأولى على صعيد لبنان التي يتم جمعها وضياغتها، مما ساعد على إعداد دراسة شاملة عن هذه القضية.
الأمر الذي قد يُفضي- يقول مُعدوها- إلى تحريك صناع القرار في البلاد من أجل توفير ظروف عمل ومعيشة أكثر ملائمة لـ اللبنانيات.