متى عليك أن تقلقي من ظهور سلوك عدواني لدى طفلك؟ إليك التفاصيل
في المرحلة المبكرة من عمر الطفل ومن لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات يكون خلاها السلوكيات السيئة أمر شبه طبيعي وفي هذه المرحلة قد يتعرض الطفل إلى نوبات غضب عارمة بسبب عدم تعلمهم ضبط مشاعرهم فهم أكثر ميلا للتصرف بعدوانية.
في هذه المرحلة يحاول الأهل تبني استراتيجيات تأديبية لتسهيل عملية التعامل مع السلوك السيء، خوفا من استمرار الطفل على هذا السلوك لكن، قد يكون من الصعب التمييز بين السلوك الذي يحتاج إلى تعديل، والسلوك الذي يجب تجاهله لأنه يرافق الطفل خلال فترة زمنية قصيرة ويزول مع الوقت.
كيف تفهمين “السلوك التخريبي أو العنيف” لطفل
إذا ظهرت بعض السلوكيات العدوانية لدى الطفل “هل يجب أن عليك أن تقلقي؟ “لا يوجد جواب بسيط وواضح على هذا السؤال لان جزء من السبب هو أن الطفولة عبارة عن مرحلة غير مستقرة مليئة بالتقلبات، مما يعني أن طفلكِ قد يبدو غاضباً أو كثير الحركة في مواقف معينة، وهادئاً جداً في مواقف أخرى.
قد يكون هناك قلق لدى الطفل من تغيير الصف مثلا، أو مرتاحاً عند ممارسته نشاطات خارج المدرسة، أو قد تعاني ابنتكِ من عدم القدرة على التركيز في الصف، وتكون في منتهى التركيز والاندماج خلال دروس العزف على البيانو … لا تقلقي إذا حصل ذلك بشكل طبيعي لكن يجب عليك معرفة إذا كان هذا السلوك طبيعي او عليك مواجهة هذه المشكلة اكتشفي ذلك من خلال هذه الخطوات.
إشارات تدل على أن السلوك العدواني مشكلة لدى الطفل ويجب الوقوف عندها.
يرى علماء التربية أن هذه الإشارات الست يجب مراقبتها لدى الطفل حتى تتعرفي على سلوكه هل هو طبيعي أم انه يحتاج إلى التدخل منك
1- الفترة الزمنية
إذا استمر طفلكِ في إظهار السلوك العنيف الصعب لعدة أيام بعد الموقف الذي تسبب بهذا السلوك، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة، إضافة إلى ظهور نفس السلوك في مختلف المواقف (على سبيل المثال أن يكون دائماً غاضباً، متمرداً، قلقاً، عنيداً، جدياً، وما إلى ذلك) فهذا يدل على أن طفلكِ بحاجة إلى المساعدة.
2- حدة سلوك العدواني لدى الطفل
إن ردود الفعل القوية طبيعية لدى الأطفال، حين يواجهون مواقف جديدة على الرغم من ذلك، هناك ما يدعو للقلق في حال كانت حدة السلوك غير متوازية مع حجم الموقف ومن الأمثلة على ذلك
“سلوك سيء متواصل طيلة الوقت؛ نوبات هلع في مواقف غير مخيفة أو غير خطيرة؛ نوبات عنيفة لا يمكن السيطرة عليها دون سبب واضح؛ ردود أفعال شديدة تجاه مواقف مألوفة جداً بالنسبة إليه”.
3- السلوك الذي يخلف ضرر لدى الطفل
عندما يتحول السلوك العنيف لطفلك إلى سلوك تترتب عليه آثار ضارة عليه أو على الأشخاص المحيطين به يجب عليك التوقف عند هذه النقطة لأنها تجاوزت الحدود الطبيعية وقد تشمل هذه السلوكيات ” (ضرب الرأس، شد الجلد، ما إلى ذلك)؛ وتكسير الأشياء التي يجدها أمامه؛ والعدوانية تجاه الآخرين؛ وإيذاء الحيوانات عمداً ضربهم، إساءة معاملتهم، ما إلى ذلك” يجب عليك أن تتدخلي للحد من هذه السلوكيات العدوانية وهي من أبرز المؤشرات التي تدل على وجود مشكلة لدى الطفل..
4- إذا كان السلوك لا يتناسب مع المرحلة العمرية
تصبح نوبات الغضب أقل وأقصر بعد أن يبلغ طفلكِ الست سنوات فالأطفال مع وصلهم إلى هذا العمر يستطيعون التحكم بعواطفهم وانفعالاتهم بشكل أفضل إضافة إلى ذلك يستطيع الأطفال التركيز لمدة أطول مع تقدّمهم في السن، وتنخفض نسبة كثرة الحركة لديهم تدريجيا لذاك فإن ظهور سلوك غير مناسب لمرحلة طفلك العمرية يشير إلى أن طفلكِ بحاجة إلى المساعدة على تعلّم مهارات معينة قد تنقصه لمواجهة المواقف التي تسبب هذا السلوك.
5- طبيعة السياق الذي يظهر السلوك لدى طفلك
يميل الأطفال إلى التصرف بشكل أقل انضباطاً في المنزل، لأنه المكان الذي يشعرون به بأمان أكبر. سيكون هناك مشكلة في سلوك طفلك في حال “كانت تصلك تقارير من المدرسة باستمرار بشأن سلوكه غير اللائق؛ إذا كان الطفل يتصرف بشكل سيء في أي مكان؛ إذا كان سلوكه يعيق استمرار حياتكم العائلية بشكل طبيعي كأن تتغير أغلب قراراتكم العائلية وفق تصرفاته المحتملة؛ إذا كان إخوته يرفضون اللعب معه بسبب سلوكه العنيف؛”
6- الرجوع إلى عادات قديمة
قد يحدث لدى الطفل في بعض الأحيان رجوع إلى بعض العادات او السلوكيات التي كان يمارسها في وقت سابق وهذا يعتبر شائع جداً لدى الأطفال، إلا أنه قد يكون أحياناً مصدر قلق مثلا ” إذا عاد الطفل إلى مص أصابعه بعد أن تخلص من هذه العادة منذ شهور؛ رفض القيام بأمور كان يتقنها في السابق كارتداء ملابسه بنفسه؛ إظهار القلق من انفصاله عن أهله في منتصف العام الدراسي؛ والمعاناة من النوم المضطرب؛” كل ذلك يدعو إلى القلق وهذا يعني أنه عليك التدخل وما عدا ذلك يعتبر سلوك طبيعي لدى الأطفال فلا تقلقلي.
إذا لاحظتِ وجود بعض هذه المؤشرات لدى طفلكِ، لا داعي للهلع لكن عليك أن تتبعي استراتيجية ملائمة لعمره حتى تتمكني من تغيير سلوكه، ستتمكنين حتى من تغيير السلوك “الأكثر صعوبة” لديه، لذلك يجب أن تحاولي رؤية الأمور من منظار آخر، فبدلاً من اعتبار طفلك يعاني من سلوك صعب، يجب أن تفكري بأنه لم يكتسب بعد المهارات الضرورية