لجأ جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد حرب 1967، لبناء “خط بارليف” بهدف تأمين الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور القوات المصرية إليها. وتأمين جيشه المحتل لشبه جزيرة سيناء من ناحية أخرى، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي الذي اقترح فكرته.
أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث
وصف “حمدي الكنيسي” المراسل الحربي المصري خلال حرب أكتوبر 1973. خط بارليف وصفاً دقيقاً في كتابه “الطوفان” قائلاً: “هو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث كان يبدأ من قناة السويس. وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء. وكان يتكون من الخط الأول والرئيسى على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس. وبعده على مسافة 3 – 5 كم كان هناك الخط الثانى. ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية. ثم يجئ بعد ذلك وعلى مسافة من 10 – 12 كم الخط الثالث الموازى للخطين الأول والثاني وكان به تجهيزات هندسية أخرى. تحتله كذلك احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، وكل هذه الخطوط بطول 170 كم على طول قناة السويس”.
أسطورة حطمها الجيش المصري في أقل من 6 ساعات
أثلج الجيش المصري في 6 أكتوبر عام 1973، صدر الأمة العربية واسترجع أرضه، وتمكن من عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف في النهاية. حيث باغت العدو بضربات جوية مستغلاً عنصري المفاجأة والتمويه، واخترق 81 موقعا مختلفاً. وأزال 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضحات مياه ذات ضغط هائل. واستولى على أغلب نقاطه بخسائر قليلة، وقتل 126 عسكري اسرائيلي وأسر 161 من أصل 441 عنصر. ولم تصمد أمامه سوى نقطة بودابست التي كانت في أقصى الشمال.
صاحب فكرة مضخات المياه
كانت هذه الخطة العبقرية فكرة اللواء المهندس باقي زكي يوسف، فعلى الرغم من بساطتها نظرياً. إلى أنها أنقذت حياة 20 ألف جندي مصري في نهاية المطاف. ودفعت القادة الاسرائيليين للذهول، لدرجة أن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشى ديان تبرأ منه قائلاً:. «إن هذا الخط كان كقطعة الجبن الهشة».
نصر الجيش المصري في حرب أكتوبر كان بمثابة رد أرض وكرامة سطرها التاريخ بحروف من ذهب. وكسر شوكة اسرائيل وعنقها في النهاية عد أن قال العالم أجمع عن حصنها بأنه “لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية”.
ميدل بوست عربي: فريق التحرير
المصدر: ويكيبديا