“شمّع الخيط وهرب”.. مثل شعبي نطلقه على الشخص المحتال.. فهل تعرف ما هي قصته؟

اهتم العرب قديماً بضرب الأمثال ومنحها الأدباء مكانة خاصة لما تمتلكه من قدرة على التعبير الوجيز. فهي توصل الفكرة إلى المتلقّي ببضع كلمات متناغمة، يسهل حفظها وتداولها، وتتناقلها الأجيال دون أن تتغير معانيها.

ومن ضمن هذه الأمثال التي ترافقنا في حياتنا اليومية وسمعناها من آبائنا وأجدادنا “شمع الخيط وهرب”. وهو مَثل يطلق على الشخص الذي هرب بالحيلة ودون ترخيص بالغياب، وإن تساءت يوماً عن قصته، فهذه هي.

قصة مَثل “شمع الخيط وهرب”..

يقال أن أحد الملوك اعتقل رجلاً اسمه “خويلد ابن عتبة”، وكان رجلاً بارعاً في النصب والاحتيال، ذو سمعة سيئة بين الناس. وعندما كثرت عليه الشكاوي، استدعاه الملك إلى بلاطه، وسأله: “كيف استطعت أن تنصب على كل هؤلاء الناس؟”. فأجابه: ” يا ملك الزمان، بخبرتي وذكائي!”.

طلب الملك من المحتال أن يحتال أمامه، لكنه تفاجأ من رد الرجل، حيث أخبره بأنه لا يملك “عدة النصب”. فما كان من الملك إلا أن يسأله عنها، فأجابه بأنه يحتاج إلى خيط قطن وشمع.

طلب الملك من خدمه إحضار عدة النصب لابن عتبة، وبالفعل فقد جلبوا له بكرة خيط القطن والشمع. وعندها قال للملك: “أول خطوة من خطوات القطن يا سيدي هو أن نشمّع الخيط، التقط طرفه من فضلك”..

وصار “خويلد” يفك البكرة ويُشمع الخيط، واستمر بذلك إلى أن خرج من قاعة الملك ومشى في ممرات القصر. ثم مضى إلى الشارع وهو يشمع الخيط، وما إن ابتعد عن أنظار الجميع حتّى رمى الخيط وهرب…. .وعندما طال انتظار الملك الذي كان يمسك بطرف الخيط الآخر، سأل حاشيته عن النصاب، فأخبروه بأنه “شمّع الخيط وهرب”.

ميدل بوست عربي: فريق التحرير
المصدر: مواقع التواصل

Exit mobile version