fbpx
المرأة والطفل

تعلم اللغة التركية للطفل السوري تأثيره على الهوية والتواصل


إن الأطفال السوريين الذين وُلدوا في تركيا وتعلموا اللغة التركية بعيدًا عن لغتهم الأم العربية يشكلون جزءًا هامًا من الأتراك. بالفعل يعيش هؤلاء الأطفال تجربة فريدة من نوعها . حيث إنهم يواجهون تحديات اجتماعية ونفسية متعددة، وفي الوقت نفسه يستفيدون أيضًا من فوائد كثيرة. إننا في هذا المقال، سنتناول النتائج الإيجابية والسلبية لهذه الظاهرة بالاعتماد على تجارب أباء الأطفال في هذا السياق.

النتائج الإيجابية:

بدايةً وقبل كل شيء، يفتح تعلم اللغة التركية أبوابًا أوسع للتعليم والعمل في تركيا. حيث يمكن للأطفال الذين يجيدون اللغة التركية بشكل جيد أن يحققوا نجاحًا أكبر في المدارس ويتواصلوا بفعالية في البيئة العملية.

بالإضافة إلى ذلك، يعزز تعلم اللغة التركية التفاهم الثقافي بين السوريين والأتراك. حيث يمكن للأطفال الذين يعيشون في تركيا ويجيدون اللغة التركية بفضل ذلك التفاعل بشكل أفضل مع أقرانهم الترك.
وبالطبع، يساهم تعلم اللغة التركية أيضًا في تعزيز الاندماج الاجتماعي والتفاعل مع المجتمع المحلي. يمكن أن يساعد هذا في بناء علاقات أقوى وتحقيق تواصل أفضل.

النتائج السلبية:

من ناحية أخرى، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن تعلم اللغة التركية بشكل متقدم قد يؤدي إلى انقطاع الأطفال عن لغتهم الأم العربية. لذلك هذا يمكن أن يسبب فقدان الهوية الثقافية وصعوبة في التواصل مع أسرتهم وأقاربهم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون من الصعب على الأطفال السوريين الحفاظ على هويتهم الثقافية والعربية في مواجهة التأثير القوي للثقافة التركية.

ويجدر بنا أيضًا أن نعترف بأن بعض الأطفال قد يعانون من مشكلات نفسية بسبب ضغوط التكيف مع بيئة جديدة وتغيير اللغة والثقافة.

شواهد من تجارب أباء الأطفال:

لفهم تأثير تعلم اللغة التركية على الأطفال السوريين، يمكننا اللجوء إلى تجارب أباء الأطفال في هذا السياق. على سبيل المثال، يمكن أن نقتبس كلام أب أو أم سوري قد عبّروا عن تجاربهم ومشاعرهم حيال هذا الموضوع. إن هؤلاء الأهل يمكن أن يكونوا مصدرًا غنيًا للمعلومات حول التحديات والمزايا التي يواجهها أطفالهم.

إشادة الإخصائيين:

الأنسة نجاح الحلبي قالت: “كمديرة قسم طلاب المدارس في أكاديمية البيروني للتفوق، أرى بوضوح كيف يمكن لتعلم اللغة التركية أن يكون أداة قوية لتحقيق النجاح والتميز. لذلك نحن هنا لدعم وتشجيع طلابنا السوريين على تحقيق أقصى إمكانياتهم في التعليم والمجتمع. من خلال الاستفادة من الفرص وتجاوز التحديات، سنعمل سويًا على تأهيل جيل جديد من الشباب المتعلمين والمتميزين الذين سيكونون إضافة إيجابية لمجتمعنا العربي ومستقبله.”

في النهاية، يجب مراعاة أن تعلم اللغة التركية بعيدًا عن اللغة الأم العربية له مزاياه وتحدياته، فيجب على الأهل والمجتمع تقديم الدعم والإرشاد للأطفالهم للمحافظة على هويتهم الثقافية وتطوير مهاراتهم باللغتين العربية والتركية بشكل متوازن.

ميدل بوست عربي – فريق التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى