fbpx
تقاريرتقارير وتحقيقات

معرض تشكيلي يحاكي معاناة التهجير والحروب في لبنان

بأسلوب تجريدي متميز جسّد الفنان التشكيلي اللبناني علي شمس الدين، بريشته معاناة شعوب الشرق الأوسط من مآسي الحروب والتهجير والفقر.

وتحت عنوان “خارج المكان.. والزمن المفقود” يقيم شمس الدين معرضًا لرسومه ضمّ 30 لوحة في قاعة “دار المصوّر” بشارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت.

كل صورة حملت عنوانًا مختلفًا يترجم موضوعها، أبرزها: “قبل بدء الرحيل”. و”ما تبقّى لنا” و”لا تحجِبْ الشمس عني” و”خاطرٌ مبهمٌ لمدينة” و”لا طائر في الأفق”.

هجرة قسرية

لوحات شمس الدين تتناول مأساة الهجرة القسرية وما يتبعها من خسارة الأمكنة. التي نشأ فيها الناس جرّاء الحروب والعنف، مروراً بالانهيار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وصولاً إلى الانفجار الكارثيّ الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020.

وكان انفجار المرفأ أدى إلى مصرع أكثر من 220 شخصًا وجرح نحو 7 آلاف آخرين ودمار واسع بالعاصمة. وزاد من معاناة البلد الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية حادّة منذ 2019، تسببت بتدهور مالي ومعيشي غير مسبوق.

ومن خلال المعرض، يعكس الفنان معاناة كثيرين ممن أجبروا على التخلّي عن “حيث يجب أن يعيشوا”. “في مدنهم وبلداتهم”، ودفعهم نحو المهجر وجعل حياتهم مرهونة بخيمة لجوء أو دواء أو غذاء.

اللوحات تجسّد وجوه أشخاص يبحثون عن طفولة ضائعة بين بيوت مهدمة. وأشخاص رفقة أولادهم تركوا مدنهم وينتظرهم مستقبل مجهول بعدما تخلّوا عن أحلامهم. لا سيما مؤخرًا بعد تفشّي ظاهرة الهجرة عبر قوارب بحرية غير آمنة بشكل غير نظامي هربًا من واقع اقتصادي متأزّم.

خسارة الأمكنة

وقال شمس الدين في حديث لوكالة الأناضول التركية. إن “المعرض يجسّد معاناة فقدان الناس للأمكنة التي عاشوا وكبروا فيها في هذه المنطقة من الشرق. بعدما ألقي بهم في المجهول على إثر الحروب والعنف”.

كما “يحاكي المعرض تشظّي الذات الإنسانية بين مسقط رأسها حيث يجب أن تعيش وتعمل وتحب. وبين المنافي والمهاجر حيث حياتها وكرامتها مرهونة أحياناً بخيمة تمنح لهم كيس طحين”، وفق شمس الدين.

ومع أن الفنان اللبناني كان قد بدأ العمل على هذه المجموعة من اللوحات قبل 5 سنوات. إلا أنها تحمل ذاكرة سنوات طويلة من الأحداث التي غيرت وجه المنطقة ومستقبل شعوبها.

حزن وحنين

بحسب شمس الدين، فإن “اللوحات تعكس وجوه أشخاص من هذا الشرق الذي ما زال ممزقًا ولم يجد لذاته مستقرًا يرتاح فيه، حيث تعبّر هذه الوجوه عن الحزن والحنين إلى أماكن تركوها، وعن الواقع الصعب والمستمر”.

ولفت إلى أن “التاريخ الزمنيّ لهذه الأزمة يمتدّ منذ عام 1948 “تهجير الفلسطينيين وإقامة إسرائيل” مرورًا بعامَي 1967 “النكبة الفلسطينية” و1973 “بداية الحرب الأهلية في لبنان” وغيرها”.

وفي هذا المجال يذكر أن المنطقة لم تشهد استقرارًا لفترات طويلة، فيتحدث عن “حرب وتهجير كل 5 أو 10 سنوات، سواء على المستوى العربي والإقليمي أو على مستوى لبنان”.

وشمس الدين “67 عامًا” هو عضو نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين، حائز على جائزة الكتب المصوّرة من معهد يونسكو الثقافي لشرق آسيا في اليابان عام 1994، وعلى جائزة معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 1996.

المصدر: وكالة الأناضول

فريق التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى