بعد مشاهد الاحتفالات الهستيرية في السعودية التي تلت الفوز التاريخي لمنتخب “الصقور الخضر” على أرجنتين ليونيل ميسي، يشهد اليوم الرابع من نهائيات مونديال قطر 2022 في كرة القدم الظهور الأول لألمانيا بطلة العالم أربع مرات في محاولة لطرد أشباح النسخة الماضية.
وكانت السعودية حققت مفاجأة غير متوقعة من قبل أشد المتفائلين بالمنتخب الخليجي. إذ قلبت تأخرها بهدف الأسطورة ليونيل ميسي. الباحث عن أول ألقابه في البطولة، إلى فوز ثمين 2-1 هو الأول لمنتخب آسيوي على “ألبيسيليستي” في خمس مباريات. وأوقف لاعبو المدرب الفرنسي هيرفيه رونار سلسلة من 36 مباراة دون خسارة للأرجنتين. التي كانت ستعادل الرقم القياسي لإيطاليا بحال تجنبها السقوط.
أما ألمانيا، فقد اعتادت على بلوغ الأدوار المتقدمة، وهي الوحيدة توزّعت ألقابها في الخمسينات، السبعينات. التسعينات والألفية الثالثة. لكن في روسيا 2018 منيت بصفعة قاسية عندما ودّعت من الدور الأول وهي تحاول الدفاع عن لقب أحرزته في البرازيل. عندما أذلت الدولة المضيفة 7-1 في نصف النهائي.
عهد فليك
يستهل رجال المدرب هانزي فليك القادم في 2021 بعد نجاحات باهرة مع بايرن ميونيخ، بدلاً من يواكيم لوف الذي قاد “دي مانشافت” إلى لقب 2014، مشوارهم ضد اليابان ولاعبيها الموزعين في البوندسليغا على استاد خليفة الدولي بمحاذاة أكاديمية أسباير للتفوّق الرياضي.
يأمل “السامواري الأزرق” في بلوغ ثمن النهائي على غرار ثلاثة مشاوير في الألفية الثالثة (2002 و2010 و2018).
لكن ما يقلق ألمانيا الجاهزية البدنية للمهاجم المخضرم توماس مولر، صاحب المستويات الجيدة والنجاعة في كأس العالم، ضمن هجوم يفتقد أصلاً لرأس حربته تيمو فيرنر المصاب.
قال مدير المنتخب ومهاجمه السابق أوليفر بيرهوف “لن أقول اننا مرشحون في البطولة، لكن لا يوجد أي منتخب يتميّز عن الآخرين بفارق كبير”.
12 كيلومتراً
وعلى بعد 12 كيلومتراً فقط، تقام لاحقاً مباراة أخرى ضمن المجموعة الخامسة، بين إسبانيا بطلة 2010 وكوستاريكا.
هذه المرّة تأتي مشاركة “لا روخا” أكثر سلاسة من 2018. عندما استُبعد مدربه خولن لوبيتيغي بشكل غريب عشية البطولة، لاعلانه التعاقد مع نادي ريال مدريد.
استدعى المدرب لويس إنريكي تشكيلة صغيرة السن. يتقدمها لاعبو برشلونة بيدري وغافي وأنسو فاتي، فيما تخلى عن قلب الدفاع التاريخي سيرخيو راموس.
قال إنريكي الذي يملك ثالث أصغر تشكيلة في النهائيات “هذا أمر إيجابي. لأن اللاعبين الشبان يجلبون الطاقة للفريق، ونحاول إدارته مع الخبرة التي يملكها الجهاز الفني”.
المغرب وطموح 1986
وبعد ثلاث مباريات للمنتخبات العربية، شهدت نتائج متفاوتة. بين خسارة افتتاحية لقطر المضيفة أمام الإكوادور 0-2، انجاز خارق للسعودية ضد الأرجنتين وتعادل لتونس دون أهداف مع الدنمارك. يأتي الدور على رابع ممثلي العرب عندما يتواجه المغرب مع كرواتيا على استاد البيت في مدينة الخور على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال الدوحة.
ستكون مواجهة صعبة لـ”أسود الأطلس”، خصوصاً ان كرواتيا حلّت وصيفة للنسخة الأخيرة ولا تزال تضم نجمها المخضرم لوكا مودريتش. يسعى لاعبو المغرب الى الاستفادة من تقدّم بعض لاعبي كرواتيا بالسن، لكن رجال المدرب وليد الركراكي خسروا بعض اللاعبين الهامين آخرهم لاعب الوسط أمين حارث عشية البطولة.
وقال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش “يجب أن ننسى الماضي، وعدم الوقوع في فخ التفكير بما حصل قبل أربع سنوات”، فيما رأى الركراكي الذي حل بدلا من البوسني وحيد خليلودجيتش المقال بعد خلافات مع اللاعبين أبرزهم حكيم زياش العائد عن الاعتزال، أنه “سنلعب في مجموعة معقدة وصعبة. لدينا فريق جيد والروح المعنوية عالية ولاعبونا جيدون، ونحن نأمل أن ننجز شيئا”.
وفيما يبحث المغرب عن معادلة انجاز بلوغه الدور الثاني في نسخة 1986، عندما خسر بشق النفس أمام ألمانيا الغربية بهدف متأخر من لوتار ماتيوس، ستكون مهمته صعبة لتواجد بلجيكا في المجموعة السادسة والتي تختتم مباريات الأربعاء مع كندا العائدة بعد غياب منذ 1986 على استاد أحمد بن علي في مدية الريان غرب الدوحة.
غياب لوكاكو وهازار مرتبك
لكن مع غياب الهداف الـ”بولدوزر” روميلو لوكاكو عن أول مبارتين وتراجع مستوى القائد إدين هازار، تعوّل بلجيكا على كيفن دي بروين صانع لعب مانشستر سيتي بطل إنكلترا لتكرار انجاز 2018، عندما حلت ثالثة في أفضل نتيجة بتاريخ منتخب “الشياطين الحمر”.
وفيما بدأت المنتخبات الكبرى تخشى المفاجآت على غرار ما حصل للأرجنتين مع السعودية التي قلبت الطاولة على كل أنواع التوقعات، قال مدرب بلجيكا الإسباني روبرتو مارتينيس “ستحدث مفاجآت في هذه البطولة، نظراً لقصر فترة التحضيرات. شاهدنا ذلك مع الأرجنتين لكن اللاعبين يدركون المستوى الذي يجب تقديمه للفوز في المباريات، لذا هذا الأمر لا يقلقني”.
فريق التحرير