حولتها إلى مدرسة …. طفلة سورية تجعل من خيمتها مركزا لتعليم أصدقائها المنقطعين عن الدراسة “معرض صور”

لم تستسلم الطفلة “مريم” للظروف الراهنة، وعدم توفر مدرسة أو مدرس يدرس أقرانها. فقامت بتحويل خيمتها إلى “فصل دراسي مصغر” تعلمهم ما تعلمته بمدرستها في ادلب قبل النزوح. علّها تستطيع تعليمهم حتى ولو جزء يسير من العلم، يسعفهم في حياتهم اليومية.

وبينت في تصريح لـ”وكالة الأناضول”. أنها تدرس مادة الرياضيات والقرآن الكريم ومحو الأمية لنحو 20 طالب بعمرها في المخيم الذي يحتوي على 45 خيمة. وكل ذلك بلوح وقلم فقط، دون مقاعد أو مستلزمات مدرسية. وتطمح أن يتم انشاء مدرسة حقيقية بكادر تعليمي حقيقي في المنطقة، وتصبح معلّمة يوماً ما، ترعى الأطفال وتدرّسهم.

وقالت أنها فقدت والدها في غارة جوية عندما كان يوصلها بدراجته النارية إلى مدرستها في بلدة كفر بطيخ عام 2017. وفقدت عدداً من أصدقائها جراء استهداف ميليشيات الأسد للمدرسة، التي أبيدت عن بكرة أبيها.

ولفتت الطفلة إلى أن ما يدفعها للقيام بهذا الأمر هو رغبتها بأن لا يحرم الأطفال. في المخيم من التعليم، مستذكرة مدرستها التي دمرها القصف وقتل العديد من رفاقها.

وأوضحت أن الأطفال الذين تعلمهم القراءة والكتابة لم يسبق وأن ذهبوا إلى المدرسة على الإطلاق. مشيرةً إلى أنها تحاول أن تجعل الأطفال يعيشون فرحة المدرسة.

وأضافت الطفلة، “قررت تعليم أطفال المخيم كل ما سبق وتعلمته في المدرسة، وبدأت بتعليم 20 طالبا القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم”، معربةً عن رغبتها في أن تصبح معلمة عندما تكبر.

الأطفال الذين يحضرون للخيمة لتلقي الدروس من معلمتهم الصغيرة يشعرون بسعادة بالغة ويأتون إليها بشغف حاملين ما توفر لديهم من حقائب وأقلام ودفاتر.

نزحت الصغيرة برفقة والدتها وبعض أقاربها إلى عفرين بعد سنتين من وفاة والدها، ليستقروا أخيراً في مخيم الرحمة الذي تم انشاءه لاستقبال اللاجئين في تلك المنطقة.

فريق التحرير

Exit mobile version