fbpx
الأخباردولي

هل يستطيع “جزار سوريا” إنقاذ روسيا من هزيمة أخرى؟

خلص تحليل لموقع بوليتيكو إلى أن موسكو لن تتمكن من التغلب على الصعوبات الشديدة التي تواجهها القوات الروسية في أوكرانيا. حيث يعتمد الكرملين على “وحشية” القائد الجديد للعمليات هناك الجنرال، سيرغي سوروفيكين. الذي عينه مؤخرا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ويقول التحليل إن الجنرال الذي شارك في العمليات العسكرية الروسية في أفغانستان وطاجيكستان والشيشان وسوريا. “ليس غريبا عن القتل الجماعي ونشر الرعب، لكن وحشيته قد لا تكون كافية لهزيمة أوكرانيا”.

وتشير إلى أنه في الشيشان، تعهد الضابط الكبير بقتل ثلاثة مقاتلين شيشانيين مقابل كل جندي روسي يقتل. كما أنه كان مسؤولا عن تحويل جزء كبير من مدينة حلب إلى أنقاض.

وفي مسعى جديد لتغليب كفة جيشه على جبهات القتال في أوكرانيا. كان الرئيس الروسي قد عين سوروفيكين قائدا عاما لما يسمى بـ “العملية العسكرية الخاصة”. وهو قرار رحب به “الصقور” في روسيا، وفق بوليتيكو. وأشاد الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، بسوروفيكين باعتباره “جنرالا حقيقيا ومحاربا”.

لكن هيومن رايتس ووتش قالت في تقرير لها عام 2020 إنه من بين القادة العسكريين الذين قد يتحملون “المسؤولية عن الانتهاكات” التي حدثت في سوريا.

وجاء تعيينه بعد نحو شهرين من إقالة بوتين لقائد القوات الروسية في أوكرانيا. الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الملقب “جزار حلب” نتيجة التقدم البطيء في دونباس. واعتبر البعض أن القرار يعكس عدم رضا بوتين عن تطورات الحرب في أوكرانيا.

وتقول بوليتيكو إن “عكس سلسلة الانتصارات الأوكرانية المذهلة في ساحة المعركة وتحويل مسار الحرب قد يكون أبعد من وحشية سوروفيكين، فقد “أظهر الأوكرانيون على مدار العام صلابة شديدة… وقد تعرضوا للقصف من قبل من الجنرالات الروس معدومي الضمير”.

ويشير مسؤولون عسكريون ومحللون غربيون، مع ذلك، إلى أن الجنرال الجديد تمكن من تحقيق بعض “التماسك التكتيكي ” أكثر من دفورنيكوف.

وقال ضابط كبير بالمخابرات العسكرية البريطانية لصحيفة بوليتيكو: “إن تكتيكاته الحربية تنتهك قواعد الحرب تماما ولكنها للأسف أثبتت فعاليتها في سوريا”. 

وتشير الصحيفة إلى أن سوروفيكين ومسؤولين عسكريين آخرين كانوا وراء الهجمات بالطائرات المسيرة الأخيرة التي استهدفت منشآت الطاقة في أوكرانيا.

وشنت روسيا هجمات بمسيرات إيرانية الصنع على عدة مناطق أوكرانية. خلال الأسبوعين الماضيين. أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، وتسببت الهجمات أيضا بانقطاع التيار الكهربائي.

وقال المسؤول في الرئاسة الأوكرانية، كيريلو تيموشينكو، السبت، إن الضربات. التي وقعت في نهاية الأسبوع، أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: “هذه ضربات حقيرة على أشياء مهمة. بالطبع ليست لدينا القدرة التقنية على تدمير 100 في المئة من الصواريخ الروسية وضرب الطائرات بدون طيار. أنا واثق من أننا سنحقق ذلك تدريجيا بمساعدة شركائنا”.

وكان مسؤولان أميركيان قد أبلغا وكالة رويترز أن الولايات المتحدة تدرس إرسال منظومة دفاع جوي من طراز “هوك” إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد هجمات الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي يشنها الجيش الروسي.

وبالنسبة لروسيا، فإن تكلفة الهجوم الجوي رخيصة، مع اعتمادها على الطائرات بدون طيار الإيرانية شهيد -136، وقنابل “طائرات كاميكازي”.

لكن الرئيس الأوكراني اعتبر في تصريحات سابقة أن اعتماد روسيا على طائرات مسيرات إيرانية لمهاجمة أهداف أوكرانية يكشف أن موسكو أفلست سياسيا وعسكريا.

وقال مستشار في البنتاغون لبوليتيكو إن اللجوء إلى إيران للحصول على المساعدة يظهر ضعفا روسيا، وأن صواريخهم قد نفدت.

تعرف على جزار سوريا

وقال: “لا أعتقد أن قدراتهم جيدة على أي حال كما يدعون. لطالما اعتقدت أن الروس كانوا مجرد قوة جوفاء… حقيقة أنهم يذهبون إلى الإيرانيين للحصول على الطائرات بدون طيار” يناقض قولهم إنهم يتمتعون بقدرات عالية في مجال التصنيع العسكري.

وبينما تساعد الطائرات بدون طيار في إحداث أضرار كبيرة، فإن حمولاتها الخفيفة من المتفجرات التي تزن 36 كيلوغراما تمثل مشكلة للروس فهي ليست قوية بما يكفي لوقف تشغيل محطات الطاقة الكبيرة، وبالتالي فهي تستهدف المحطات الفرعية الأصغر بدلا من ذلك.

وفي نهاية المطاف أيضا، سيجد الخبراء طرقا لتشويش نظام “جي بي أس” الذي تعتمد عليه تلك المسيرات، لذلك قد تكون لها فعالية فقط قصيرة المدى، وفق المسؤولين الغربيين.

وبالإضافة إلى مسألة القدرات، “تفتقر روسيا إلى وجود قيادات للوحدات في ساحات المعارك تستطيع اتخاذ القرارات”، وهي مشكلة ليس لدى سوروفيكين الوقت لتصحيحها. 

ومن المرجح أن “يزداد الوضع سوءا مع قيام الكرملين الآن بنشر المجندين غير المدربين تدريبا كافيا في المعاراك، خاصة في الجبهة الحاسمة في هذه المرحلة من الحرب”، وهي مدينة خيرسون الجنوبية التي كانت هامة لروسيا من الناحية الاستراتيجية بعد الاستيلاء عليها.

لكن الهجوم المضاد الأوكراني أصبح يؤثر على المدينة، والموقف التكتيكي الروسي في المنطقة معرض للخطر بشكل كبير، وفق جاك واتلينغ، خبير الحرب البرية في معهد رويال يونايتد سيرفيسز البريطاني، الذي أشار إلى مشاكل لوجستية لهذه القوات.

وقال واتلينغ: “الأوكرانيون لديهم المبادرة ويمكنهم تحديد الإيقاع… من وجهة نظر عسكرية بحتة، سيكون من الأفضل للروس الانسحاب من مدينة خيرسون”.

وقالت الصحيفة إن سوروفيكين أصبح في مواجهة محاولة تنفيذ واحدة من أصعب المناورات العسكرية، وهي انسحاب منظم لإعادة تموضع القوات، بما في ذلك المجندين ذوي التدريب الضئيل والوحدات التي تعاني مع عدم التماسك.

وقالت الصحيفة: “لن تنقذ البلطجة وحدها المجندين الروس من القوات الأوكرانية”.

فريق التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى