مصحف صدام أو” مصحف الدم”، مصحفٌ خطّ بدم الرئيس العراقي السابق وأثار جدلاً واسعاً
خُطّ مصحف الدم بأمر من الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عيد ميلاده الستين، وقيل بأنه كان بمثابة شكر وعرفان لله على إنقاذه من المؤامرات والاغتيالات التي استهدفته مراراً ونجا منها.
وذكر صدام ذلك في خطاب نشره الإعلام الحكومي في أيلول من العام 2002 قال فيه، “رأينا ان نشكر الله لأنه حفظنا حتى بلغنا الستين عاما لم تنزف منا الدماء إلا ما هو يسير.”
وعلى الرغم من وصف كل من يراه بأنه “لوحة فنية متقنة”. إلا أنه لقي انتقادات واسعة من قبل العديد من الشيوخ المسلمين أبرزهم الدكتور المصري محمد الراوي. بسبب كون الدم “نجس” ولا تجوز كتابة القرآن به.
سنتين من العمل
بدء الخطاط “عباس شاكر جودي البغدادي” بكتابة المصحف عام 1997، واستغرقت كتابته حوالي السنتين. واستخدم في كتابته دم صدام كحبر للكتابة. ولم تكن المهمة سهلة أبداً مع لزوجة الدم العالية، مما دفعه لخلط الدم بمركب يشبه الجلوكوز استجابة لنصيحة صديقه. وقد نجح الأمر بالفعل، وبعد انتهاءه تم عرضه في متحف “أم القرى” ببغداد.
أما عن كيفية جلب الدم إلى الخطاط، قال عباس شاكر بأنه كان هناك حراس. يقومون بإحضار الدم إليه في قمع يحمل ملصق مستشفى “ابن سينا”. وأحياناً يتم التأخر عليه بإحضار الدم بسبب مشاغل الرئيس العراقي آنذاك. ويقال بأن كتابة المصحف قد لزمت صدام للتبرع بـ 25 لتراً من الدماء على مدار سنتين. وهو الأمر الذي أثار الشكوك بشكل كبير عن مصداقيته.
تم عرض مصحف صدام في مبنى رخامي سداسي الأضلاع على بحيرة اصطناعية في مجمع جامع أم القرى داخل المئذنة. وكان لا يسمح بمشاهدته إلا للزوار المدعوين رسمياً، لأن المبنى كان عادة ما يكون مغلقًا ولا يؤذن لأحد بالدخول إليه، سحر المصحف كلّ من رآه وأُعجبوا به، فقد قال الصحفي الاسترالي “بول ماكجيو” الذي رأى صفحة منه، بأنه كان مبهر للغاية، إذ يبلغ ارتفاع حروف الدم حوالي سنتيمترين، تحطيه حدود خزفية رائعة، تتميز باللون الأزرق باللون الفاتح والغامق، مع بقع وردية وحمراء، ودوامات بارزة باللون الأسود.
ميدل بوست: فريق التحرير