كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن أنه أجرى محادثات مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في تشرين الأول الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم في ختام اجتماعات المؤتمر الـ13 للسفراء الأتراك المنعقد بالعاصمة التركية أنقرة.
وقال جاويش أوغلو: “في هذا اللقاء أكدت أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الحل السياسي والقضاء على الإرهابيين دون أي تمييز بينهم وتحقيق المصالحة بين النظام والمعارضة، وتركيا تدعم هذه الخطوات”.
وأردف: “علينا تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم”.
وأضاف: “يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”.
العملية العسكرية التركية
وحول احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، قال جاويش أوغلو: “هدفنا من العمليات العسكرية داخل سوريا هو مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أراضينا وتسعى لتحقيق أجنداتها الانفصالية داخل هذا البلد”.
وأشار إلى أن أنقرة تواصل كفاحها ضد الإرهاب داخل الأراضي السورية من جهة، وتعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة عبر جهودها الدبلوماسية في مسار أستانا.
وتابع: “لقد مرت 11 عاما على الحرب الداخلية في سوريا ومات وتهجّر الكثيرون، يجب أن يعود هؤلاء الذين اضطروا لترك ديارهم إلى وطنهم بمن فيهم المقيمون في تركيا، ولأجل ذلك نسعى لتحقيق سلام دائم في سوريا”.
وتطرق الوزير التركي إلى إعادة إعمار سوريا قائلا: “يجب الإقدام على خطوات ملموسة في هذا الخصوص، لكن لا أحد بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية تريد تقديم مساعدات قبل تحقيق وقف حقيقي لإطلاق النار وإحلال سلام دائم في سوريا”.
التواصل بين النظام وتركيا
وردا على سؤال عما إذا كان هناك تواصل بين تركيا والنظام السوري على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، أكد جاويش أوغلو أن التواصل بين الجانبين يقتصر حاليا على أجهزة الاستخبارات.
وأضاف: “إن الرئيس أردوغان أجاب عن هذا السؤال أثناء عودته من مدينة سوتشي الروسية، الجانب الروسي أبدى رغبته منذ فترة طويلة في عقد لقاءات بين الجانبين التركي والسوري، والرئيس بوتين سعى للقاء بين أردوغان وبشار الأسد، لكن الرئيس أردوغان قال له إن اللقاءات الجارية بين أجهزة الاستخبارات ستكون مفيدة”.
وأردف: “أجهزة الاستخبارات كانت تتواصل فيما بينها، والآن عاد هذا التواصل مجددا بعد فترة من الانقطاع، وخلال هذه اللقاءات يتم تناول مواضيع مهمة”.
وأكد أن تركيا لا تطمع في اقتطاع أجزاء من سوريا، وتدعم وحدة أراضي هذا البلد أكثر من كافة الدول الأخرى، مشيرا أن أنقرة تدعم دائما أي كفاح ضد التنظيمات الانفصالية”.
واستطرد: “الهدف الوحيد لتنظيم واي بي جي/ بي كي كي” الإرهابي هو تقسيم سوريا، وقد قلت ذلك لوزير خارجية سوريا عند حديثنا القصير في بلغراد”.
ميدل بوست: فريق التحرير