نعلم جميعاً ما للطفولة من دور في تكوين شخصية الفرد، وتأثيرها الكبير على بقية حياته، فهي بمثابة الحجر الأساس الذي نبني عليه شخصيات أطفالنا وتتشكل صفاتهم، ليستطيعوا الاعتماد على أنفسهم ومواجهة صعوبات الحياة بكل قوة وثبات.
يحتاج الطفل السليم إلى عدة أسس لينمو نمواً سوياً، أهمها تأديب الطفل للتمييز بين الصح والخطأ، ولا نقصد بكلمة “تأديب” ضرب الطفل أو الصراخ عليه، حتى وإن كان ضربه يأتي بنتائج فورية احياناً وعلى المدى القصير، إلا أنه يؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل، فتهتز ثقته بنفسه ويتسم بالعدوانية غالباً، ويتبنى أسلوب أهله بالتعامل مع المحيط، علينا أن نتأكد بأن الطفل السليم يحتاج إلى التأديب السليم ليشعر بالاستقرار النفسي والانتماء إلى محيطه.
إليك نصائح فعالة تساعدك على تأديب طفلك والتعامل معه من وجهة نظر الأخصائية التربوية “#وفاء غيبة”:
اولاً: العرض على طفلك وشرح الصح من الخطأ:
وذلك من خلال الكلمات والأفعال الهادئة، مع التركيز على صياغة جمل مفهومة وقصيرة، مثل “نحن نعيد الالعاب إلى الصندوق كي لا تضيع” أو نحن نأكل على الطاولة لأنها المكان المخصص للأكل”.
ثانياً: تثبيت قوانين المنزل وشرحها
تأكدي بأنه كلما كانت قوانينك واضحة أكثر، كان أسلوب طفلك متوقعاً أكثر، أي مثل وقت اللعب على الأجهزة الإلكترونية، يجب أن يكون واضحاً وثابتاً، وإذا تم التلاعب به اسحبي السلك وعلميه بأن القانون سيطبق، طبعاً يمكنك التساهل في حال كان يوم عطلة مثلا، لكن إياكِ والتساهل دائماً لأن طفلك سيستغلك.
ثالثاً: التحذير وشرح العواقب
من الضروري جداً أن تشرحي لطفلك بهدوء وحزم العواقب التي سيواجهها في حال عدم التزامه بالقوانين أو بالأسلوب الجيد، مثال: إن كان هناك قانون بأن يجمع الألعاب فور انتهائه من اللعب ولم يفعل، يمكنك احتجازهم لساعتين مثلاً أو يوم.
رابعاً: اعطاء الطفل مساحة وبعض التجاهل
إن متابعة الطفل على كل تصرفاته هو أمر مرهق وسيء للغاية، يمكنك تجاهل بعض الأمور الثانوية، مثلاً عندما يلعب طفلك بطريقة مزعجة يمكنك تجاهله والذهاب إلى الغرفة الأخرى، طبعاً في حال كان اللعب غير مؤذي ولا يهدد حياته.
خامساً: التخطيط المسبق مع الطفل للسيطرة على الأمر قبل وقوعه
وضوح القوانين ومعرفة طفلك بها سيجعلك تتوقعين تصرفاته بكل سهولة، كما سيسهل الأمور مع اختصار الكثير من الوقت والجهد، مثلاً يمكنك تذكيره بأنه يمنع الضجيج والصوت العالي بحال وجود ضيوف في المنزل، اختصري الطريق واستبقي على طفلك.
سادساً والأهم: التركيز ومدح السلوك الجيد لطفلك
إن تسليط الضوء على السلوك الجيد على تشجيع طفلك على تكراره، وهو أسلوب مجدي مع أغلب الأطفال، مثلا عندما يجمع طفلك الألعاب بعد انتهائه من اللعب، قولي له ” ماشاء الله أصبحت شاباً ويمكنك ترتييب الألعاب” أو ” شكراً لأنه يمكنني الاعتماد عليك”، وعندما تزوركم جدته أو يأتي والده من العمل قولي لهم ما حصل وادعمي طفلك أمامهم وحفزيه، فيتشجع لتكرار الأسلوب الجيد دائماً.
من المهم جداً أن تكونوا أذكياء مع أطفالكم، وتحبوه وتدعموه دائماً، عندما يتلقى طفلكم الحب الكافي منكم، سيتحسن سلوكه طبيعياً وسيحاول أن يرضيكم وألا يزعجكم.
ميدل بوست: فريق التحرير