اختتمت القمة الثلاثية بين رؤساء الدول الضامنة لاتفاق استانا تركيا وروسيا وإيران أعمالها في العاصمة الإيرانية طهران بجملة من البنود والاتفاقات فيما يتعلق باللجنة الدستورية والوضع الميداني والإنساني في سوريا.
الموقف التركي
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن فشل اللجنة الدستورية ينظر إليه على أنه فشل في مسار أستانا، مشدداً على ضرورة أن تحقق اللجنة نتائج ملموسة بسرعة.
وأضاف أردوغان أن “تحقيق تقدم في جهود الحل السياسي بسوريا وعدم تعرض الراغبين بالعودة لبلادهم لمعاملة سيئة تعتبر نقاط أساسية لتحفيز عودة السوريين”، وتابع القول: “العودة الطوعية والآمنة والمشرفة للاجئين السوريين إلى بلادهم هي أحد البنود المهمة في جدول أعمال مسار أستانا”.
وأعرب أردوغان عن أمله في إيجاد حل للأزمة السورية بناء على قرار مجلس الأمن رقم 2254، كما أكد على أهمية استمرار إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب السوري.
وأشار إلى أن اللجنة لم تحقق النتائج المرجوة خلال الاجتماعات الـ 8 السابقة، مضيفا أن وفد المعارضة يستمر في الاجتماعات بشكل بناء رغم ذلك وفقا لتوجيهات تركيا، على عكس وفد النظام الذي يحاول إفشال أعمال اللجنة، وأعرب أردوغان عن ثقته في قيام روسيا وإيران بتوجيه وفد النظام السوري بهدف تحقيق تقدم في عمل اللجنة.
الموقف الروسي
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن على القوات الأميركية مغادرة الأراضي السورية، ويجب إعادة المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام إليه، مضيفاً أن عمل روسيا وإيران وتركيا يهدف لإيجاد الحلول “وساعدنا على عودة معظم المناطق السورية للنظام” بحسب ما نقلته وكالة تاس الروسية.
ودعا الرؤساء الثلاث المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية والمؤسسات الدولية إلى زيادة مساعدتها لجميع السوريين دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة، ورفض رؤساء روسيا وإيران وتركيا جميع العقوبات الأحادية التي تستهدف سوريا، وحثوا المجتمع الدولي على تكثيف المساعدة للشعب السوري بحسب تاس.
الموقف الإيراني
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن بلاده ترى أنه من المهم احترام حق تقرير المصير بالنسبة إلى السوريين عبر حوار داخلي، ومصير سوريا يجب أن يحدده شعبها دون تدخل أجنبي
وأضاف رئيسي أن “السيادة السورية خط أحمر والوجود غير الشرعي لواشنطن هناك هو سبب عدم الاستقرار”، ويجب إنهاء وجود التنظيمات الإرهابية في سوريا، مشيراً إلى أن “التنظيمات الإرهابية في إدلب مصدر خطر للمنطقة”، داعياً القوات الأميركية المتواجدة في سوريا للمغادرة.
العملية العسكرية التركية في سوريا
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده “مصرة على اجتثاث بؤر الإرهاب في سوريا، وأنها تنتظر من روسيا وإيران دعما بهذا الخصوص”.
وقال أردوغان: “مصممون على اجتثاث بؤر الشر التي تستهدف أمننا القومي من سوريا”، مضيفاً أن بلاده تنتظر الدعم من روسيا وإيران بصفتهما دولتين ضامنتين بمسار أستانا في كفاحها ضد الإرهاب بسوريا.
وأردف قائلا: “(مدينتا) تل رفعت ومنبج شمالي سوريا باتتا بؤرة للإرهاب وحان تطهيرهما منذ وقت طويل”، ولفت إلى أن ضرورة أن “يُفهم بوضوح وبشكل قطعي أنه لا مكان للإرهاب الانفصالي وامتداداته في مستقبل منطقتنا”.
وأوضح أن مكافحة التنظيمات الإرهابية مهمة مشتركة للجميع، معربا عن ثقته في استمرار التعاون بين الدول الضامنة بأستانا لتحقيق الأهداف المقررة.
وأشار إلى أن التنظيمات المذكورة إضافة إلى “داعش” وبقية التنظيمات الإرهابية تشكل أهم تهديد للأمن في سوريا ووحدة أراضيها، مؤكدا ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب.
وأضاف أن التنظيمات الإرهابية تواصل أنشطتها الإرهابية شرقي الفرات وغربه، مؤكدا أن أكبر خدمة يمكن تقديمه للشعب السوري هو اجتثاث هذه التنظيمات الانفصالية من الأراضي التي تحتلها.
الحد من الهجرة غير الشرعية
وأفاد أردوغان أن تركيا ساهمت بشكل كبير من خلال العمليات ضد الإرهاب على حدودها الجنوبية بحماية أرواح المدنيين والحد من الهجرة غير القانونية والحفاظ على وحدة أراضي سوريا.
وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تتخذ بدعم خارجي خطوات تهدف لتقسيم سوريا.
وأعرب الرئيس التركي عن شكره لنظيريه الروسي والإيراني جراء تفهمهما للمخاوف الأمنية التركية، مضيفا: “لكن الأقوال وحدها لا تساهم في تضميد الجراح”.
وأضاف أنه يجب انسحاب هذه التنظيمات الإرهابية على بعد 30 كلم من الحدود التركية، بموجب الاتفاقيات السابقة، إلا أنها لم تنسحب حتى الآن.