تنطلق رسمياً، اليوم الأربعاء، أكبر مناسك الحج منذ تفشي كورونا، إذ يؤدي مئات الآلاف من الأشخاص طواف القدوم حول الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ثم يتوجهون للمبيت في منى استعدادا ليوم عرفات.
ويأتي موسم الحج هذا العام اختيار المشاركين فيه بالقرعة، هو أكبر بكثير من الموسمين السابقين في عامي 2020 و2021 ولكنه لا يزال أصغر من الأوقات العادية.
ففي عام 2019 شارك نحو 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في مناسك الحج السنوية، لكن بعد ذلك، أجبر تفشي فيروس كورونا السلطات السعودية على تقليص عدد الحجاج بشكل كبير، فشارك 60 ألف مواطن ومقيم في المملكة تم تطعيمهم بالكامل في عام 2021 في مقابل بضعة آلاف في عام 2020.
وتم اختيار المشاركين من بين ملايين المتقدمين، ويقتصر الحدث هذا العام على المسلمين دون سن 65 عاماً المطعمين ضد الفيروس، ويطلب من الآتين من الخارج تقديم نتيجة فحص كوفيد سالبة من اختبار تم إجراؤه قبل 72 ساعة من وقت السفر، ومنذ بداية الوباء، سجّلت المملكة أكثر من 795 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، أسفرت عن 9 آلاف حالة وفاة.
اجراءات صحية مشددة
وكانت السعودية قد طلبت من الراغبين في أداء الفريضة في الكثير من الدول الغربية التقدم للحصول على تأشيرات عبر بوابة حكومية على الإنترنت، وهي خطوة تهدف إلى القضاء على وكالات السفر “المزيفة”.
وتم تطبيق النظام الجديد بالفعل في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا. وفي السابق، كان بإمكان الحجاج التسجيل فقط عبر وكالات السفر التي تنظم رحلات الحج، وهو نظام أدّى في بعض الأحيان إلى عمليات احتيال، مع قيام “وكالات وهمية” بسرقة أموال الضحايا.
وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهّزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج. وتم تغريم أولئك الذين حاولوا أداء فريضة الحج بدون تصريح، وأقام رجال الشرطة في المدينة الجبلية نقاط تفتيش وقاموا بدوريات راجلة وهم يحملون مظلات خضراء للحماية من أشعة الشمس الحارقة.
وداخل المسجد الحرام، كانت المسعفات على أهبة الاستعداد في مواقع مختلفة، فيما كان المتطوعون الذين يجرون الكراسي المتحركة ينتظرون في طابور طويل لمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون المشي لمسافات طويلة.