أصبحت أماً وعمرها ست سنوات وصنفت على أنها أصغر أم في العالم ماقصتها؟؟
في أغرب قصة نادرة في التاريخ حيث أنجبت طفلة لم يتجاوز عمرها ست سنوات طفلها بعد أن ظن أهلها أنها تحمل مرض او كتلة دهنية في بطنها.
بدأت القصة في عام 1939 في إحدى أفقر القرى في البيرو، حين ظن “تيبوريلو ميدينا” و”فيكتوريا لوسيا” أن ابنتهم البالغة من العمر 5 سنوات تعاني من تضخم غريب في بطنها، فاصطحبوا ابنتهم الصغيرة إلى الطبيب ظناً منهم بأنه “ورم”، ولكن حصل أمر مرعب حين كشف الطبيب على ابنتهم “لينا ميدينا”، حيث تبين بأنها حامل بشهرها السابع!.
أنجبت “لينا” طفلاً سليماً معافى يوم 14 أيار 1939، وكانت تبلغ من العمر 5 سنوات و7 أشهر فقط، وسط ذهول وحيرة من قبل الأطباء وكل من سمع بالخبر بهذه الحالة الغريبة، وحصلت لينا على شهرة واسعة عكس رغبتها ورغبة عائلتها، وتجنبت الظهور في القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام إلى يومنا هذا.
ماهي الحالة الطبية التي شخصت بها لينا؟
ولدت “لينا ميدينا” في 23 سبتمبر عام 1933، وكانت طفلة من تسعة أطفال آخرين في الأسرة، ويعتقد الأطباء بأنها كانت تعاني من حالة وراثية نادرة للغاية تسمى “البلوغ المبكر”، والتي تسبب ببلوغ الجسم مبكرا جداً وتحوله إلى جسم شخص بالغ، ويرافقها عادة علامات البلوغ كتضخم الصوت والاعضاء التناسلية وشعر الوجه لدى الفتيان، والحيض المبكر وتضخم الثدي لدى الفتيات، وهي حالة تصيب طفل من بين 10000 طفلاً آخر، وأثبتت الدراسات بأن الاعتداء الجنسي عند الإناث قد يبلغن جنسياً قبل أقرانهن.
صرحت الطبيبة “إدموندو إيسكوميل” لإحدى المجلات الطبية، بأن لينا مرت بفترة الحيض الأولى وهي صغيرة جداً، حيث كان عمرها ثمانية أشهر فقط، وبين فحص الطفلة البالغة من العمر 5 سنوات أنها قد طورت ثديين وأرداف أعرض من المعتاد ونمو عظمي متقدم، لكنها بالطبع كانت ما تزال طفلة صغيرة من الناحية الذهنية والعقلية.
من هو والد الطفل الذي حملت به الطفلة؟
وفيما يخص والد طفل لينا، قالت الطبيبة “ايسكومبل” بأنها لم تحصل من الطفلة على إجابات دقيقة عندما سألتها عن أب الطفل، ولم تعرف قط عن ظروف الاعتداء التي أدت إلى حملها.
اتهم والد لينا بالاعتداء على ابنته وتم اعتقاله لفترة وجيزة، ثم سقطت التهم الموجهة إليه عندما لم يتم العثور على أدلة، فيما تكهنت بعض وكالات الأنباء بأن “لينا” قد تكون تعرضت للاعتداء خلال احتفالات أقيمت بالقرب من قريتها، ولكن لم يتم إثبات أي شيء يخص ذلك فيما بعد.
ماذا حدث “للينا” فيما بعد؟
حصلت “لينا” برعاية طبية جيدة في المكان الذي عاشت فيه، وأنجبت طفلاً يتمتع بصحة جيدة، وتمت الولادة بعملية قيصرية لأن قناة الولادة لم تكن ستحتمل الولادة الطبيعية، ثم خرج الطفل من المستشفى برفقة أفراد أسرته، وأسموه “جيراردو”، على اسم الطبيب الذي فحص لينا لأول مرة.
ألّف اختصاصي تربية الأطفال في جامعة كولومبيا “بول كواسك” كتاباً عن حالة لينا النادرة، وصرح كواسك ذات مرة بأن الأم الصغيرة كانت فوق مستوى الذكاء الطبيعي، وأن طفلها هو طفل طبيعي تماماً، وقال بأن الطفلة تفضل اللعب بالدمى عن حمل طفلها، الذي يعتقد بدوره أن لينا هي اخته وليست أمه، ولم يكتشف الحقيقة حتى بلوغه العاشرة من عمره.
وعندما كبرت “لينا”، عملت كسكرتيرة للطبيب الذي حضر الولادة، وأرسلت “جيراردو” ليتلقى تعليمه في المدرسة، بينما كان جيراردو يتمتع بصحة جيدة طوال حياته، لكنه توفي عن عمر يناهز 40 عاماً بسبب مرض العظام.
عاشت لينا حياة هادئة نسبياً فيما بعد، وتزوجت من رجل يدعى “خورادو” في أوائل السبعينات، لتنجب فيما بعد طفلها الثاني وهي في الثلاثينات من العمر، ووفقاً للتقارير المنشورة، فإن لينا وزوجها كانا متزوجين ويعيشان في حي فقير في “ليما” حتى عام 2002، ويجب أن تكون الآن في أواخر الثمانينات من العمر إن كانت على قيد الحياة.
ميدل بوست: فاطمة المصطفى