جرى حديث عن تغييرات كبرى سيشهدها الوضع في سوريا مع تقارب أمريكي تركي غير مسبوق بعد توترات سياسية شهدتها الأوضاع بين البلدين منذ وصول بايدن إلى السلطة و قلب الطاولة على بوتين في كل من سوريا وأكرانيا .
وسط تقارير تحدثت عن مساعي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لحشد حلفائها من أجل قلب الطاولة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كل من سوريا وأوكرانيا، بعد الإعلان عن وضع إجراءات لتحسين العلاقات المتوترة بين واشنطن وأنقرة.
وجاء إعلان تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بعد أشهر من المباحثات الثنائية، حيث تم تحديد إجراءات عملية من أجل طي صفحة الخـلافات بين البلدين والتركيز على مسألة التعاون في مجالات الاقتصاد والدفاع بينهما.
وضمن هذا السياق، نقلت وكالات تركية عن بيان رئاسي، أن الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن، بحث مع مستشارة وزارة الخارجية الأمريكية المسؤولة عن الشؤون السياسية فيكتوريا نولاند عدة قضايا إقليمية.
وأشارت الوكالة إلى أن الجانبين عرضا مسائل أمــن الطاقة والتعاون الدفاعي، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
ولفت البيان أن الجانبين الأمريكي والتركي ناقشا بشكل موسع مجموعة من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، فضلا عن مناقشة ملفات سوريا وأذربيجان وإسرائيل وأرمينيا.
خطوات جديدة لترتيب الأوراق
ويرى المحللين أن التقارب التركي الأمريكي من شأنه أن يعيد ترتيب الأوراق من جديد في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بما يخص الأوضاع الميدانية على الأراضي السورية.
وذكر المحللون أن هناك تغييرات كبرى قد يشهدها الوضع في سوريا خلال المرحلة المقبلة، لاسيما بما يتعلق بالأوضاع في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا وكافة المناطق التي تشرف عليها تركيا في الشمال السوري.
وتأتي هذه التحليلات بعد تقارير إعلامية تحدثت عن توجهات أمريكية لدعم فصائل المعارضة السورية من أجل تغيير المعادلة وقلب الموازين في سوريا، وذلك بعد أن أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أنها أخطأت حين أفسحت المجال أمام بوتين وروسيا للتحكم بالملف السوري.
كما ربط مراقبون إعفاء مناطق شمال شرق سوريا وبعض مناطق الشمال السوري التي تشرف عليها تركيا بشكل مباشر من عقوبات قيصر بالتقارب التركي الأمريكي، مشيرين أن واشنطن تحاول تقريب وجهات النظر بين تركيا وقـوات سوريا الديمقراطية قسد خلال الفترة القادمة.
ويشير المراقبون إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إيجاد بيئة بديلة عن مناطق سيطرة النظام، لتكون مناطق الشمال السوري نموذجا يحتذى به بعد دعم مشاريع التعافي المبكر في تلك المناطق وإعادة إعمار البنى التحتية وإنعاش الوضع الاقتصادي.
والجدير بالذكر أن الملف السوري يعتبر من أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا خلال السنوات الماضية، إذ تقدم الإدارة الأمريكية الدعم لقـوات سوريا الديمقراطية قسد التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وعلى الرغم من الخـ.ـلافات بين واشنطن وأنقرة، إلا أن الجانبين يدركان حاجة كل منهما للآخر، وانطلاقا من تلك القناعات تقوم كلا الدولتين بالتركيز على القواسم المشتركة بدلا من نقـاط الضعـف، مع إبداء الرغبة بتحسين العلاقات بينهما رغم التصريحات التصعيدية بين الحين والآخر.