“أم عبد الله الحلبية للكبب المقلية والمشوية” مطعم للمأكولات الشعبية يقدم وجباته على الطريقة الحلبية في إدلب
“أم عبد الله الحلبية للكبب المقلية والمشوية” تباغتك تلك العبارة في أعلى باب هذا الدكان المتواضع وأنت تسير في أحد شوارع مدينة إدلب، ما يثير الفضول لديك لرؤية ما يحتوي هذا المحل، ومعرفة المأكولات التي يقدمها، وتفتح لديك شهية تناول الكبية الحلبية، لما لها شهرة واسعة في مناطق شمال غربي سوريا، حتى أنها شهرتها وصلت إلى معظم دول العالم.
للوقف على ما يحتوي هذا المحل وطبيعة العمل فيه موقع “ميدل بوست” زار السيدة أم عبد الله البالغة من العمر خمسين عاما لتحدثنا عن المأكولات التي تصنعها في مطعمها والتي تقول: “بعد أن هجرنا من مدينة حلب، عشت مع زوجي عدة سنوات، ولم أكن أفكر بالعمل بما أنني أعيش ضمن عائلة مستورة الحال، ورغم أني لم أرزق بأطفال، إلا أن حياتنا كانت جيدة ولدينا دخل نستطيع أن نؤمن من خلاله احتياجاتنا اليومية، إلى أن توفي زوجي، كانت نقطة فاصلة في حياتي بسبب فقدي للمعيل، ما دفعني للتفكير في إيجاد عمل أستطيع من خلاله تأمين دخل، لتغطية احتياجاتي اليومية، فبدأت بالتفكير بإنشاء هذا المطعم، نظراً لبراعتي في اعداد الكبة بكافة أنواعها، إضافة إلى شهرة هذه المأكولات الشعبية المحببة للسكان في إدلب”.
وتضيف أم عبد الله: “بدأت العمل بتجهيزات بسيطة لإعداد وجبات سريعة وأكلات شعبية مشهورة، وكنت اشتري المواد الأولية على دفعات، بسبب ضعف الإمكانات المادية المتوفرة، ومع مرور الوقت بدأت شهرة المطعم تزيد بين الأوساط الشعبية، نتيجة وجود أعداد كبيرة من المهجرين في المدينة، فعملت على تطوير المأكولات وزيادة أنواعها وبدأت بصناعة الكبة بكافة أنواعها والفطائر بعد كثرة الطلب عليها من الزبائن.
وعن أسباب شهرة مطعمها تضيف “أم عبد الله”: “تكثر المطاعم والمحلات التي تقوم بإعداد المأكولات، إلا أن المختلف في هذا المطعم، أن جميع الوجبات التي أقدمها يتم إعداداها وطبخها أمام الزبائن، مع مراعات النظافة والاعتناء بأدوات إعداداها، ما يعطي شعور للزبائن بأنهم يأكلون في منزلهم، والكثير منهم يشعر أن والدته هي من تعد له الطعام”.
صعوبات وتحديات
وعن التحديات التي واجهة السيدة أم عبد الله خلال عملها تقول: “في البداية واجهت صعوبات في تأمين المواد الأولية وخصوصا التي تتلف إذا لم يتم حفظها بشكل جيد، قبل أن يتوفر لدي براد وفرن لكن مع مرور الوقت استطعت تأمين جميع المعدات اللازمة لحفظ المواد واعدادها بشكل جيد، إلا أن كثير من الاحتياجات بتطلبها المطعم نتيجة زيادة اعداد الزبائن اعمل على تأمينها مع الوقت”.
ونوّهت أم عبد الله إلى أن أكثر الصعوبات التي تعترضها أنها امرأة وتحتاج إلى من يقف بجانبها في هذه الأعمال، إضافة إلى ساعات العمل الطويلة، فضلا عن المسافة التي تقطعها للوصول إلى المطعم، دون توفر وسيلة للنقل وعدم وجود شخص إلى جانبها يعينها على تأمين المواد الأولية، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، التي تستخدمها في صناعة الوجبات والحالة المادية الصعبة للزبائن، ما يجعل هامش الأرباح قليل بسبب ارتفاع أسعار موادها الأساسية”.
وختمت أم عبد الله حديثها قائلة: لا يوجد عمل في العالم دون جهد أو تعب ولكن العمل يعطي شعوراً بالوجود للشخص أياً كان حيث أنك تشعر بوجود ذاتك، وعلى الرغم من ضعف الإقبال على المطعم إلا انني سعيدة جداً بمشروعي خصوصاً أنني أُحقق اكتفاءاك ذاتياً واشعر بوجودي في المجتمع.
ويعيش معظم السوريين في أوضاع اقتصادي صعبة خصوصاً بعد انهيار الليرة التركية ما يجعل أصحاب المشاريع الصغيرة يواجهون صعوبات عدة أبرزها الارتفاع المتكرر لأسعار المواد الأولية والغذائية وارتفاع أسعار الكهرباء أيضا، ولكنهم يفضلون العمل ولو بمقابل متواضع على أن يكونوا دون عمل.