fbpx
تقاريرتقارير وتحقيقات

معمل “الفاخر” الأول من نوعه في الداخل السوري لإنتاج المسامير والأسلاك المعدنية

بعد سنوات من الحرب الطاحنة التي دمرت البنية التحتية، وأدت إلى تراجع في سوق العمل، وانتشار البطالة، يبحث أصحاب المشاريع الصغيرة عن فرصة لتعويض النقص في مجال الصناعات الضرورية، في مناطق شمال غربي سوريا، الخارجة عن سيطرة النظام.

مشاريع جديدة وآمال في تطويرها

يعتبر معمل “الفاخر” لإنتاج المسامير والأسلاك الشائكة، من أبرز المشاريع الصناعية التي أنشئت في شمالي غربي سوريا، وفي مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي على وجه التحديد، والذي بدأ مع انطلاقته بسد حاجة المنطقة من هذه المنتجات، إضافة إلى تصدير ما يزيد عن حاجة السوق المحلية إلى الدول المجاورة، إضافة إلى تأمين فرص عمل لعشرات الشبان العاطلين عن العمل، ما يؤمن دخل لعشرات العوائل والأسر، التي تعيش في أصعب الظروف الإنسانية نتيجة التهجير والنزوح.

وعن طبيعة المعمل وانتاجه يقول السيد عامر سلال صاحب ومدير مصنع “الفاخر” لموقع ميدل بوست: إن الهدف من إنشاء هذا المعمل هو تأمين خدمة لمدن وبلدات مناطق شمال غربي سوريا، وسد حاجة السوق المحلية من المسامير والأسلاك الشائكة، التي تعتبر من أبرز الاحتياجات التي يطلبها سوق العمل في هذه الفترة، نتيجة انطلاق عدة مشاريع بناء، وبدء السكان في إعادة إعمار المناطق التي دمرتها آلة النظام العسكرية، خلال السنوات العشر الماضية، حيث قلل المعمل من أعباء استيراد هذه المواد من الدول المجاورة، وتأمين هذه المواد بأسعار أقل كلفة من استيرادها، ما يؤدي إلى انخفاض سعرها في السوق المحلية، وتأمين هذه المستلزمات لأصحاب الورشات ومشاريع البناء بكلفة أقل من أن تكون مستوردة.

ويضيف سلال: “كما أمن المعمل فرص عمل لعشرات الشباب الذين فقدوا عملهم خلال السنوات الماضية، ولم يعد لديهم مصدر دخل يؤمن لهم ولعائلاتهم حياة كريمة، وهو ما دفعنا للقيام بهذه الخطوة”.

وعن طبيعة المنتجات التي ينتجها المعمل قال سلات: “ينتج المعمل كافة أنواع الأسلاك المعدنية، إضافة إلى “مسامير النجارة”، التي تستخدم في صناعة الأثاث المنزلي والأخشاب، إضافة إلى المسامير التي تستخدم في أعمال البناء، كما ينتج المعمل “شبك البونتز” أو المربع، وأسلاك الأوكسجين والشبك الزراعي الذي يستخدم لتسييج الأراضي الزراعية، وتحديدها، وهي منتجات مطلوبة بكثر في هذه الأوقات لضرورة استخدامها من قبل السكان”.

طاقة إنتاجية جيدة وطموحات في زيادتها

وعن الطاقة الإنتاجية وعدد العاملين في المعمل يضيف السلات: “تقدر الطاقة الإنتاجية للمعمل بنحو 100طن شهرياً من مسامير النجارة والحدادة والأسلاك المعدنية والاسلاك الشائكة، ونأمل في زيادة الإنتاج في الأيام القادمة بحسب احتياجات السوق المحلية”.

وأردف قائلا: “يوفر المعمل أكثر من 20 فرصة عمل لشبان فقدوا عملهم في الفترة السابقة، في مختلف الأقسام موزعين على فترتي عمل، صباحية ومسائية، لضمان استمرارية العمل على مدار اليوم، ونحاول زيادة الطاقة الإنتاجية وبالتالي زيادة فرص العمل، واستقبال أكبر عدد من العمال خصوصاً بعد زيادة نسبة البطالة وارتفاع أسعار المواد المستوردة الشبيهة بما ينتجه المعمل”.

تحديدات وصعوبات

وعن الصعوبات التي تواجه المشروع أضاف سلال: “نواجه صعوبة في تأمين المواد الخام، التي نستخدمها في صناعة المسامير، والاسلاك الشائكة، والشبكات الحديدية، فنحن نستوردها من تركيا، عن طريق معبر باب السلامة، والتي تحتاج إلى تكاليف إضافية خلال عمليات نقلها وإدخالها إلى الأراضي السورية، ما يؤثر على سعر المنتج وعلى سرعة الانتاج، كما نواجه نقص في طواقم العمل، وأصحاب الخبرة، كون هذه الصناعة لم تكن منتشرة في المنطقة من قبل، وبالتالي هناك صعوبات في تدريب العمال على طريقة التعامل من الآلات، وهو ما يحتاج إلى وقت أطول، وعدم الاستفادة من كامل الطاقات البشرية الموجدة، بسبب ضياع قسم كبير من الوقت في التدريب وتطوير مهارات العاملين في المصنع”.

كما تحدث سلات عن صعوبات أخرى تواجه عملها متمثلة بعدم وجود ورشات صيانة للآلات إضافة إلى عدم توفر المواد الخام التي يحتاجها المعمل في المنطقة، ما يؤدي إلى تراجع في الإنتاجية بسبب طول الوقت الذي تحتاجه لتأمين المواد الخام”.

وختم سلال حديثه: “يمكن أن تتطور هذه الصناعة وتؤمن فرص عمل أكثر في حال أصبحت هناك عملية تكامل في الصناعات، فتوفر معامل لإنتاج الحديد الخام سيكون لها انعكاس إيجابي على عملنا وزيادة الإنتاج إضافة إلى خفض سعر المنتجات في السوق بسبب قلة التكلفة.

مديل بوست: فادي أبو منذر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى