عروس تزف وسط ركام منزلها الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين
زفت ابنة “الرجبي” الوحيدة في قرية سلوان جنوب مدينة القدس المحتلة، من وسط أنقاض منزل أهلها الذي هدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبيل عرسها بأيام معدودة.
وكانت أسرة “الرجبي” المكونة من 37 فرداً قد فوجئوا مطلع الشهر الحالي بجرافات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلهم فوق رؤوسهم بكل مافيه، بحجة أنهم لا يملكون تراخيص لمنزلهم الذي بني منذ 22 عاماً.
ولكن رغم دمار منزلهم، أصرت العروس “ربيحة” التي تقطن مع أهلها في خيام قريبة أن تزف إلى عريسها من فوق ركام منزل أهلها الذي هدمته قوات الاحتلال وليس من الخيام، وعلى الرغم من محاولات العائلة الكثيرة لمنعها، إلا أنها أصرت كثيراً، ولم يستطيعوا كسر فرحتها على حد تعبيرهم واضطروا للموافقة.
وتوجهت العروس يوم زفافها بثوب العرس الأبيض لتعبر فوق أنقاض منزل عائلتها بفرحة منغصة، فيما وقف زوجها على الجانب الآخر بانتظارها أن تعبر فوق الركام، وسط نظرات الحزن والقهر من أهلها واخوتها وجميع الفلسطينيين الذين يقهرون على فلذات أكبادهم كل يوم.
ورغم القهر؛ حاول أفراد عائلة ربيحة إدخال الفرحة على ابنتهم، فتعالت الزغاريد والتهاليل، وأقاموا احتفالاً أمام الركام، الا أن جنود الاحتلال قد حاولوا تفريقهم وانهاء العرس تحت تهديد السلاح، لكن عندما رأى الجنود اصرارهم على اكمال الحفل، تراجعوا، وأكمل الأهل احتفالهم بأولادهم وارتسمت البسمة على وجه العروس، وهو ما كانت ترمي إليه العائلة بحسب كلام أحد اخوة العروس: “حاولوا يتحركشوا فينا، بس نحنا كنا بالآلاف أمامهم، فتراجعوا، وقتها كنا مصرين إن ربيحة لازم تفرح وتروح على بيت زوجها مبسوطة”
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد طلب من عائلة الرجبي دفع 400 ألف شيكل أي ما يعادل “117.864 دولار” ثمناً للجرافات الإسرائيلية التي هدمت المنزل، بالإضافة إلى مليون شيكل أي ما يعادل “294.616 دولار”، للحصول على تراخيص بناء المنزل من جديد، ولكن العائلة لم ترضخ لكلامهم، مصرين على بناء منزل أبيهم من جديد.