أين وصلت قضية السيدة السورية التي تعرضت للضرب من قبل عنصري تركي في عينتاب؟

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق اعتداء شاب تركي عنصري بالضرب على سيدة مسنة سورية في ولاية غازي عينتاب التركية، من دون تدخل أي أحد أو منعه.

وتسبب الفيديو بحالة غضب كبيرة لدى السوريين والعديد من الأتراك الذين استنكروا الحادثة وتفاعلوا على وسائل التواصل الاجتماعي ضد هذه التصرفات العنصرية التي يتعرض لها السوريين في تركيا.

وأظهر الفيديو تعرض سيدة مسنة تبلغ من العمر 70 عاماً لركلة على وجهها من قبل شاب تركي، فتألمت السيدة وأجهشت بالبكاء دون أن يقوم أحد بردع الشاب أو مساعدة السيدة، حيث كان هذا الفيديو تلخيصاً لأدنى معالم “اللا إنسانية”!.

وبرر العديد من الناشطين الأتراك فعل الشاب العنصري، مشيرين إلى أنه قام بركل السيدة معتقداً أنها اختطفت أحد الأطفال في الولاية، حيث اعتقد بأنها خاطفة أطفال وسارقة، في حين أن السيدة لم تتحدث التركية وكان من الصعب التفاهم معها.

ابن السيدة يكشف التفاصيل

فيما بين ابن السيدة حقيقة ما حصل في حديث نقله موقع تلفزيون سوريا قال فيه: إنّ والدته تعاني من اضطراب عقلي نتيجة فقدها لولدها في تركيا، قبل 10 سنوات، مما أضر بصحتها النفسية بشكل كبير، تطور إلى إصابتها بمرض “الزهايمر”، قبل عامين، وسبّب لها ما يُعرف بـ”الخرف المبكر”.

وكشف “حجو” عن أن الحادثة وقعت، عصر الخميس الفائت، في حي “دوز تبة” وسط مدينة غازي عنتاب، وعلموا بتعرّضها للضرب، عبر الجيران والأشخاص الذي كانوا موجودين في الأرجاء.

وأشار إلى أن والدته تخرج بين الحين والآخر بهدف التنزّه في الحي والحدائق القريبة من المنزل، إلا أنه في يوم الحادثة، أوقفها بعض الأشخاص ووجّهوا لها عدة اتهامات.

وأضاف: “تجمّع الناس حول والدتي واتهموها بأنها تخطف الأطفال، ثم اتهموها بأنها رجل متنكر بزي النساء، وتحدّثوا معها باللغة التركية، وهي كانت ترد باللغة العربية دون أن تفهم ما يقولون، ليُقدم أحدهم على ركلها في وجهها، وحدث كل هذا أمام مكتب مختار الحي”.

وأكد “حجو” بأن والدته التي عادت إلى المنزل بعد تعرّضها للضرب، لم تكن تذكر شيئاً عن الحادثة مطلقاً، وكانت فقط تعاني من ألم في مكان الضربة، ولم تتلقَ الرعاية الصحية حينها.

وتابع “حجو” سرد تبعات الحادثة: “بعد انتشار الفيديو، مساء أمس، قدِمت الشرطة إلى منزلنا صباح اليوم الثلاثاء، وأخبروني بأنهم يريدون نقل والدتي إلى المشفى لتلقي العلاج، وبعد وصولنا إلى هناك، زارنا قائم مقام غازي عنتاب، واتصل بنا الوالي والعديد من الشخصيات الرسمية الحكومية”.

وأشار ابن السيدة “دعاس” إلى أنّ الوالي أصدر تعليماته بإيقاف استقبال أي من الزيارات لوالدته، على أن يتم تخريجها يوم غد الأربعاء، بعد صدور نتائج التحاليل والفحوصات الطبية للاطمئنان على صحتها.

والي المدينة يزور السيدة في المشفى

وعقب الحادثة، قام والي غازي عينتاب “داوود غول” بزيارة السيدة السورية وتأكد من براءتها من كل هذه الاتهامات، وأمر الوالي باعتقال الشاب العنصري، الذي تبين أثناء التحقيقات بأنه صاحب سجل جنائي سابق، واعتداءات بحق السوريين والأتراك.

وفي تغريدة نشرها الوالي “داوود غول” على حسابه الشخصي عبر تويتر، شدد خلالها على أن الفاعل سينال أشد العقوبات على فعلته بحق السيدة السورية.

Exit mobile version