موجة صقيع تقضي على آمال المزارعين في إدلب

ضربت موجة صقيع شديدة، مناطق واسعة في ريف إدلب، للمرة الثالثة على التوالي خلال أيام، حيث انخفضت درجات الحرارة، إلى أكثر من 4 درجات تحت الصفر، عقب منخفض جوي قطبي المنشأ، ترافق مع تساقط الثلوج خلال الأسبوع الماضي.
موجة الصقيع التي ضربت المنطقة، أدت إلى تضرر كبير في المحاصيل الزراعية، التي يعتمد عليها المزارعين كمصدر دخل أساسي، وهي العروة الزراعية المبكرة، التي تتم زراعتها خلال شهر شباط كل عام، ويتم تغطية هذه المزروعات باغطية من البلاستيك، أو ما يسمى باللهجة المحلية “المشمع”، والتي تشبه إلى حد كبير البيوت البلاستيكية، وصارت تعرف في المنطقة بزراعة الأنفاق، خوفا من تشكل الصقيع وتضرر المزروعات.

خسائر كبيرة وتلف مساحات واسعة من الأراضي

الاجراءات الاحرازية التي قام بها المزارعون في ريفي إدلب وحلب، لم تجدي نفعاً، مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، وهنا يحدثنا المزارع “محمود حميدة” قائلا: “إن نسبة الضرر بمحصوله بلغت أكثر من ٤٠ بالمئة، للمحاصيل المغطاة التي زرعها قبل أيام ذات الأوراق العريضة، كالخياروالبندورة، والكوسا، و ٨٠ بالمئة من محصول البطاطا، حيث تتجمدت الأرواق الخضراء، من النبات والتفت إلى الارض، أي أنها تلفت بشكل كامل.
من جانبه قال المزارع “أحمد درويش”: “بقيت في أرضي منذ يوم أمس، وصلت درجة الحرارة، إلى أقل من أربع درجات تحت الصفر، حاولت التخفيف من الأضرار، وقمت باشعال عجلات السيارات والدواليب، لكسر حدة الصقيع، إلا أن ذلك لم يجدي نفعاً، الوضع مذري جداً، تقدر خسارتي بمحصول البطاطا فقط ٨٠ بالمئة، من إجمالي المحصول، وهذا سيكون له تأثير كبير علينا، وخسائرنا كبيرة، تشمل ثمن البذار، وأجور العمال للزراعة، إضافة إلى تعطل الأراضي المزروعة بهذ المحاصيل، ما سينعكس على أسعار هذه المواد لاحقا، لان هذه المناطق التي تضررت، تعتبر المصدر الرئيسي لسد حاجات السكان، في إدلب وريفها وريف حلب الغربي والشمالي من الخضروات.


كما أفاد المزارع هشام الحجي الذي يزرع في أرضه الكوسا والبطاطا والخس وغيرها، من المحاصيل والمزروعات، أن نسبة تلف موسم الكوسا لديه تقدر ٦٠ بالمئة، وبموسم البطاطا تقدر ٧٠ بالمئة، إضافة لأضرار لحقت بالمواسم الأخرى، كالخس والبازيلاء، ويشير الحجي إلى أنه يستخدم الزراعة بالأنفاق، وتغطية المزروعات، إلا أنها لم تنفع بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، ووقوع الصقيع في هذا الوقت المتأخر من العام، فنحن الآن في نهاية شهر آذار، وهي المرة الأولى التي يمتد فيها البرد والصقيع، لهذه الأوقات من السنة، لذلك كان الأمر مفاجأ لنا ولم نستطيع اتخذا أي إجراء لإنقاذ مزروعاتنا.

أفضل الطرق للتخفيف من آثار الصقيع

يقول المهندس الزراعي رياض الإبراهيم: “إن هذه الحالات تتكرر بشكل مستمر، نتيجة تأخر مواسم الأمطار والثلوج، وتشكل الصقيع، وهذه الزراعات، هي الأكثر عرضة لموجات البرودة، بسبب زراعتها المبكرة، وبالتالي تكون عرضة للتلف، في مثل هذه الحالات، ويجب على المزارعين التنبه، واتخاذا الاحتياطات اللازمة، لكن هذه الموجة كانت مفاجئة وشديدة البرودة، ما أدى إلى هذه الخسائر الكبيرة، إضافة إلى هشاشة بنية هذه المزروعات، وبالتالي ستكون معرضة للتلف بشكل كبير.


وفي هذه الحالات يتوجب، على المزارعين اشعال الإطارات المطاطية، لتحريك كتلة الهواء الباردة، مما يخفف من الأضرار التي قد تخلفها موجة الصقيع.

ميدل بوست: عبد الرحمن درويش

Exit mobile version